يا سيدي يا رسول الله

اللهم إياك نعبد وإياك نستعين
رافقت بمشاعري وتابعت بمواجدي عبد المطلب جدّ النبي صلى الله عليه وسلم شيبة الحمد الذي بلغ مجدا لم يبلغه أحد من آبائه من سيادة وشرف.. فها هو يتلقّى فى منامه مرائي متواطئة لحفر زمزم .
وفى ليال عديدة وفى كل ليلة يَسمع لزمزم اسما مباركا غير الذي سمع أول مرة
مرة بطيبة ومرة برة وأخرى بالمضنونة وكرة أخرى بزمزم..


واستوقفني اهتمامه البالغ وتساؤله الملح عن الإسم والموضع حتى وجد إجابته وشرع فى التنفيذ!!وتملكني هنا شعور بأن هذه الرؤيا ماكانت إلا إرهاصا للمولد النبوي وتهيئة لأمر جلل سيقدم عليه هذا البيت وهذا الحرم..خاصة إذا علمنا أن عبد المطلب ماإن شرع فى الحفر حتى ثارت قريش عليه تنازعه الأمر وتطلب حقها فيه؛ ففى البئر كنوز ثمينة دفنها الجرهميون قديما حين جلائهم..وماكان عبدالمطلب وهو السيد الحصيف والزعيم الحكيم ليستأثر دونهم أويستبدّ ّبالأمر بل استمع لهم وطلب مشورتهم وإن كان يرى أنه خُصّ بالأمر فما تركوه حتى خرجوا جميعا يحتكمون إلى كاهنة سعد هذيم وكانت بعيدا فى الشام وفى الطريق نفد ماؤهم وحار جمعهم..وسقى الله عبد المطلب فعرفوا بركته وسر تخصيصه وقالوا لا ننازعك! وهناك نذر أن ينحر أحد أولاده إن بلغوا عشرة من البنين..
-ذالكم هو عبدالمطلب الذي أنجبه هاشم السخاء عمرو الكريم الممدّح فطالما تغنى الشعراء بإكرامه للمسنتين؛ وهشم لهم الثريد، وسنّ لهم رحلتي الشتاء ..


وكان من أمره أنه خرج تاجرا وحين مرّ بالمدينة يثرب يومها تزوّج سلمى بنت عمرو أحد بني عدي بن النجار ومكث معها برهة من الزمن وتابع مسيره للشام وقد اشتملت على حمل مبارك وفى الشام من أرض فلسيطن وبغزة تحديدا قضى هاشم..
فنشأ عبدالمطلب مع أخواله دون أن تشعر أسرة أبيه فى مكة بولادته!

ولعمري كم هو جميل أن نعرف السر الذي بين الموضعين مكة والمدينة؛ وتلك الصلةالمباركة التي ابتدأها هاشم..وكيف أمضى عبدالمطلب بضع سنين بالمدينة التي ستكون يوما مدفنا لابنه عبدالله ثم مُهاجراومثوى لحبيب الله صلى الله عليه وسلم.
وسنجدالمطلب عمه والذي سيضاف إليه فيمابعد يذهب إلى ابن أخيه ـ وإنه لسيد مطاع شريف ذو مروءة وفضل فيهم ولقبه الفياض بينهم ـ فيحتضنه ويضمه إليه ويسأله أن يرافقه إلى مكة


لكن الفتى يمتنع حتى تقبل أمه ذالك ..وتلك أولى بوادر السؤدد والكرم فى شخصيته!
ويدخل مكة رديفا لعمه فيُنادى هذا عبدالمطلب فيقول لابل هذا ابن أخي هاشم .
وبعد وفاة هذا الكريم يتولى عبدالمطلب سيادة قومه ويقوم بها خير قيام إقامةًفذة لم تكن لأسلافه..وستعترضه مشاكل مع عمه نوفل
إذْاغتصب ممتلكات؛ِه ولم يجد من قومه نصيرا له!
وقالوا لاندخل بينك وعمك!

فكتب إلى أخواله بني النجار يستنجد.. وكانت الإجابة نجدة خزرجية فى فيلق عسكري لم يضع السلاح حتى أخذ الحق وأشهد عليه مشائخ قريش.

وكانت النجدة بزعامة أبي سعد بن عدي فى ثمانين راكبا..ونرى نوفلا بعد هذه الحادثة يحالف بني عبدشمس بن عبد مناف على بني هاشم..لكن خزاعة وقد رأت نصر بني النجار لعبد المطلب تقول نحن أحقّ به ؛لئن ولدتموه، فنحن ولدناه !!
وذالك أن أم عبد مناف منهم فدخلوا دار الندوة وحالفوا بني هاشم على عبدشمس ..وسنجد هذا الحلف سببا لفتح مكة فيما بعد..وبعد:


قلبي بحب رسول الله متبـــــــولُ ** وإن عمري له بالصدق مبذولُ
والله ماصفقتي فى الحب خاسرة ** فالجود عندرسول الله مأمـــولُ